قد تعتبر حالة الشلل النومي Sleep Paralysis الإضطراب الرئيسي المسؤول عن عدد كبير من الإبلاغات والتقارير التي يظن خطأ بأن لها صلة بأموراً خارقة وذلك بحسب وجهة نظر الأخصائيين النفسيين ، كما أنها الحالة الأكثر شيوعأً بين التجارب الواقعية المرسلة إلى موقع ما وراء الطبيعة والحالة الأكثر وروداً بحسب محققي " رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة " ASSAP.

الأعراض
خلال هذه الفترة من الشلل النومي يجد الشخص نفسه غير قادر على تحريك أي جزء من جسمه فيما عدا رأسه في بعض الأحيان ويمكن أن يترافق ذلك مع إحساس بوجود شخص آخر في الغرفة.

وفي الحالات الشديدة يمكن للشخص أن يرى ويسمع ويشم فعلياً إلى درجة أنه يحس بوجود دخيل في غرفة نومه حيث يأخذ بالعادة هيئة كيان خارق يستند إلى معتقدات الضحية أو ثقافتها وبالتالي فإن رؤية ضحايا الشلل النومي ستتركز في المجتمعات الإسلامية على الجن وفي أفريقيا على الشياطين وفي أوروبا على الأشباح وفي أمريكا على المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي وسكان جنوب شرق آسيا سيلقون اللوم على الأرواح وهكذا.

في الواقع يمكن أن يبدو دخيل غرفة النوم حقيقياً للغاية رغم أنه شكل من الهلوسات التنويمية بحسب الأخصائيين النفسيين، أو حتى يضجع على الفراش إلى جانب الضحية أو أن يقوم بالإعتداء على الضحية في حالات أكثر ندرة . ووقد تترافق هذه الهلوسات بإحساس الضحية بضيق في منطقة الصدر وغالباً ما يوصف بأنه وزن ثقيل يضغط عليهم أو أن شيئاً يقوم بخنقهم.

في تقارير الأمور الخارقة التي تعزى إلى الشلل النومي نجد الضحية تصف أنها كانت مقيدة إلى السرير بثقل وبأن ذلك استمر لعدة دقائق مع إحساس بالشلل وبكيان خارق أو مخلوق غريب لا يلبث أن يختفي.

الأسباب
كان أول تعريف للحالة الشلل النومي في نهاية القرن الماضي ومنذ ذلك الحين أجري عدد كبير من الدراسات في ظل ظروف المختبر ، حيث تبين تعرض نسبة تترواح بين 15 إلى 18% من السكان إلى هجوم الشلل النومي ولوحظ أنه يحدث بشكل أكبر لدى المراهقين أو خلال فترات الإجهاد على الرغم من أنه لا يترافق دائماً مع الإحساس بوجود دخيل في الغرفة.

وقد اتضح أن سببه يعود إلى انقطاعات في أنماط النوم الطبيعية خاصة أثناء دورات النوم القصيرة التي تحدث فيها الأحلام حيث تكون عضلات الجسم أثناء دورات الأحلام مشلولة بأمر من الدماغ بهدف منع الضحية من التسبب بأذى لها جراء قيامها بالحركة أثناء رؤيتها للأحلام على السرير.

وفي حالة الشلل النومي يصبح الدماغ واعياً مع أن آلية الشلل لم تتوقف عن العمل بعد ، ويعود الإحساس بوجود شيء ما في الغرفة إلى تسلل الأحلام النومية إلى الوعي المستيقظ. ( سنتناول ذلك في الهلوسة التنويمية ).

تأثير الموروث الثقافي
نجد أعراض الشلل النومي أكثر شيوعاً في تقارير الإعتداء المزعوم من قبل مخلوقات أو كيانات خارقة للطبيعة بما في ذلك الإعتداء الجنسي وتجربة الخروج من الجسد OBE وفي حالات الإختطاف من قبل المخلوقات الخارجية.

وتاريخياً يمكن النظر إلى حالات الإعتداء الليلية من قبل الشياطين مثل السكيوبس والإنكيوبس (إقرأ عن شياطين الجنس) أو مصاصي الدماء والأشباح أو السحرة على أنها مشتقة من أعراض الشلل النومي.

ويدعو بعض علماء النفس الشلل النومي بـ الجاثوم أو الساحرة العجوز Old Hag وذلك نسبة إلى فكرة من العصور الوسطى تتناول ساحرة قادرة على شل الناس والجلوس على صدورهم أثناء الليل. حتى أن كلمة Mare وهي جزء من الكلمة المركبة " كابوس" باللغة الإنجليزية Nightmare مشتقة أيضاً عن كلمة جرمانية قديمة تعني الشيطان إنكيوبس.

وفي عصرنا هذا مازال للتقاليد والموروثات الثقافية شأن كبير في الإعتقاد بأن كائنات خارقة للطبيعة تقوم بالإعتداء على ضحايا الشلل النومي، فالضحايا من الأمريكيين سيقولون أنهم هوجموا من قبل المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي ، والأفارقة سيقولون أنهم هوجموا من قبل الشياطين والأوروبيين من قبل الأشباح وسكان جنوب شرق آسيا من قبل الأرواح ، أما السكان الأصليين لشمال أمريكا سيقولون أنها من فعل الساحرة العجوز .

أمثلة
نذكر فيما يلي أمثلة على هجمات الشلل النومي :

1- زعمت ممرضة سابقة من مدينة ليفربول أنها تعرضت لتحرش جنسي من شبح طوال 10 سنوات تمتد بين عامي 1984 و 1994، وقالت أن الهجمات كانت تحدث ليلاً ، وأنها كانت تستيقظ مشلولة فتجد فوقها كائناً مقنعاً وجلده متجعد و رمادي. وقالت أنها كانت تشعر بأن الكائن يضغط عليها لدرجة لم تكن معها قادرة على الصراخ حتى للفت انتباه زوجها الذي كان ينام بجوارها.

2- ادعى مزارع من زنجبار تعرضه للإغتصاب من قبل شيطان معروف محلياً باسم ( بوبوباوا ) Popobawa، حيث استيقظ في إحدى الليالي ليجد نفسه مشلولاً وقال :

" في البداية ظننت أنني أحلم ثم أصبح بإمكاني أن أشعر به. كان شيء يضغط علي ولم أكن أتخيل أن شيئاً كهذا سيحدث لي ، كنت أشعر أنني أصرخ ولك بدون صوت . كان مجرد حلم بالنسبة لي ولكن عندما فكرت أنه (بوبوباوا ) وأنه أتى لفعل شيء فظيع بي ، شيئاً جنسي، كان شعوراً أفظع مما يفعله مع النساء ".

3- فيما يلي نص مقتبس عن السيدة "جيري" وهو مريضة للبروفسور (جون ماك ) وقد زعمت أنها اختطفت من قبل المخلوقات الفضائية :

" استيقظت (جيري) مذعورة وتتذكر بأن هناك ثقلاً في بطنها وعند المنطقة التناسلية ، لكنها لم تستطع الحراك " ، تتذكر جيري ذلك وتقول من دون أن تعرف إن كان صوتها قد خرج منها : " كنت أصرخ في رأسي ، كان أحد ما أو مخلوق غريب يفعل شيئاً، هل ما قام به الجنس ؟ "، ومازالت جيري تعلم علم اليقين بأنه لم يكن بشراً। وفي السنوات التالية حصل عدد من الكوابيس لـ جيري أفاقت على إثرها وهي مشلولة وكانت أصوات طنين ورنين في رأسها كما رأت أشكال كائنات شبيهة بالبشر في غرفتها ".